The Sites of Ras Aamer, Ras Al-Hilal, Al-Athroun, and Wadi Al-Naqah in Prehistoric Eras

Abstract

تقع هذه المواقع الأثرية المنتمية تاريخيًا إلى فترة العصور الحجرية^([i]) (فترة ما قبل التاريخ)، ضمن نطاق السهول الشرقية^([ii])، في أقليم الجبل الأخضر، وهي ثاني أهم مظاهره التضاريسية بعد الحواف الجبلية المشهور بها، المتميزة باستواء سطحها وقلة انحدارها، وكثرة وديانها، وتربتها الحمراء. إن هذه السهول تبدأ بالظهور على هيئة شريط ضيق بعد اختفائها عند منطقة طلميثة^([iii]) حتى منطقة رأس عامر شرقًا (غرب مدينة سوسة)، حيث تظهر من جديد وتمتد حتى حدود مدينة درنة الساحلية الغربية (الضفة الشرقية لوادي الناقة)، وهي أكثر السهول الليبية تعرجًا؛ لكون المرتفعات الجبلية تطل مباشرة على البحر في عدة أماكن بها، مع كثرة مصبات الوديان فيها، منها وادي المهبول، ووادي الإنجيل، ووادي مرقص، ووادي اللوز ووادي بن جبارة، وادي الناقة، وتميزها بوجود عدة رؤوس بحرية^([iv]) مرتفعة، أهمها رأس الهلال، رأس عامر، ورأس كرسة، إضافًة لمجموعة من الخلجان البحرية، مثل خليج رأس الهلال، وكذلك وجود الجروف والأقواس والكهوف والملاجئ الصخرية^([v])، ترتب على هذه المظاهر الجغرافية المتنوعة؛ وجود غِطاء نباتي كثيف، مع نوعية خاصة من الحيوانات البرية استوطنتها منذ فترات زمنية بعيدة ( لوحة 1).

قَدمت هذه الأجزاء مقومات طبيعية شجعت الإنسان منذ القدم على الاستقرار فيها، استمر حتى يومنا الحاضر، أهمها الشريط الساحلي – السهل- الكهوف- الوديان- المرتفعات – المياه الطبيعية الجارية- النباتات المختلفة- الحيوانات المتنوعة- الصوان، من خلالها استطاع مستوطنوها من التفاعل معها، أو تشكيل ثقافة خاصة، أثرت وتأثرت مع جيرانها، وأصبحت لها شخصيتها الخاصة، التي تُميزها عن غيرها.[i] - العصور الحجرية: هي تلك الفترة الزمنية التي سبقت الفترة التاريخية، وعرفت بفترة عصور ما قبل التاريخ، أي قبل اختراع الكتابة، وهي تبدأ منذ ملايين السنين وتنهى في بداية الألفية الثالثة ق.م، وفيها سيطر الحجر على بقية المواد التي استخدمها الإنسان، واستمرت معه فترة طويلة من الزمن عكس المواد الأخرى.[ii] - السهول الشرقية: هي تلك المنطقة الواقعة خلف الساحل أو شاطئ البحر، المختلفة في اتساعاتها وامتداداتها، وما تحتويه من معالم جغرافية، هذه السهول تقع ما بين رأس عامر ومنطقة وادي الناقة، وهي تتميز بضيقها، وكثرة معالمها الجغرافية.[iii] - مدينة طلميثة: هي آخر مناطق سهل بنغازي الواقعة في شماله الشرقي، أي عند رأس المثلث الذي يمثل نهاية هذا السهل، وقد شهدت استقرارًا بشريًا منذ عصور ما قبل التاريخ، وأثناء العصور الكلاسيكية، خاصًة الفترة البطلمية والرومانية بفترتيها.[iv] - الرؤوس البحرية: هي عبارة عن امتدادات صخرية بارزة من اليابسة المحيطة بها، ممتدة داخل البحر، كثيرًا ما كانت عوامل للاستقرار البشري، وأحيانًا اُستُخْدِمت كنقاط مراقبة.[v] - الملاجئ الصخرية: هي عبارة عن تجويفات في الصخر، ليست كبيرة الحجم، استخدمها الإنسان للإقامة المؤقتة.للمزيد راجع: سعد عبدالله بوحجر، مواقع آثار ما قبل التاريخ في الجبل الأخضر، رسالة ماجستير، قُدمت لقسم الآثار، كلية الآداب، جامعة قاريونس (غير منشورة)، 2001، ص ص 4-6؛ جودة حسنين جودة، أبحاث جيوموروفولوجية الأراضي الليبية، ج1، بيروت: دار الكتب، 1973، ص ص 101-102؛ محمد عبدالله لامة، سهل بنغازي، الزاوية: مطابع الوحدة العربية، 1999، ص ص 25-27؛ فتحي الهرام، "التضاريس ومورفولوجيا"، الجماهيرية دراسة في الجغرافيا، (تحرير)= =الهادي بولقمة-سعد القزيري، سرت: الدار الجماهيرية، 1995، ص ص 105-106، 111-113؛ سالم محمد الزوام الجبل الأخضر دراسة في الجغرافيا، بنغازي، منشورات قاريونس 1995، ص ص 26، 30-32، 34-40؛ عبد العزيز طريح شرف، جغرافية ليبيا، ط2، الاسكندرية: منشأة المعارف، 1971، ص ص 19-20، 43، 53-54، 59؛ عبدالعزيز طريح شرف، جغرافية ليبيا، ط1، الاسكندرية: مؤسسة الثقافة الجامعية، 1962، ص ص 46-50، 56-58، 125؛ محمد علي العرفي، "المصاطب النهرية والأرصفة البحرية دراسة جيوموروفولجيا تطبيقية للجبل الأخضر"، مجلة قاريونس، ع11، 1988، ص ص 327-340.